الجمعية المصرية لخدمات نقل الدم
نصف سكان الأرض تقريباً مصابون بالتهاب البكتيريا الحلزونية التي تدعى بجرثومة المعدة أو الجرثومة الهضمية، الأمر الذي جعل البكتيريا الحلزونية بيلوري البكتيريا الأكثر انتشاراً في العالم (Helicobacter pylori)، وقد أدرجتها منظمة الصحة العالمية على أنها بكتيريا مسرطنة أو أحد مسببات سرطان المعدة.
من الغريب أن جرثومة المعدة تغزو معي الاثني عشر (Duodenum) بشكل أكبر من المعدة (Stomach).
● هل تنتقل جرثومة المعدة بالعدوى؟
قد تنتقل بكتيريا بيلوري الحلزونية من شخص لاخر عن طريق تلوث فموي-برازي oro-fecal route- أي تلوث بالبراز ينتقل الى الفم من خلال الطعام أو الأيدي الغير نظيفة).
كما من الممكن أن تنتقل عن طريق تناول الخضار والفواكه التي لم يتم غسلها جيداً، أو نتيجة استقرار البكتيريا في إمدادات المياه، من الممكن إصابة أي شخص بالقرحة الهضمية وفي أي عمر، حتى في مراحل الطفولة إلا أنها أكثر حدوثاً في البالغين في منتصف أعمارهم، ونسبة الإصابة بها عند الذكور هي نفسها عند الإناث.
● هل تسبب البكتيريا البيلوري الحلزونية قرحة هضمية؟
10% فقط من هؤلاء المصابين بالتهاب جرثومة المعدة تحدث عندهم مشاكل تقرحية لجدار المعدة أو قرحة هضمية (Peptic ulcer)، أما الغالبية المتبقية لا يكون عندهم أية أعراض.
● القرحة الهضمية هي قرح التهابي دائري أو بيضوي الشكل في جدار المعدة أو الإثنى عشر (أول جزء من الأمعاء الدقيقة) وهو الأكثر شيوعاً، يمتد القرح من بضع مليمترات إلى بضع سنتيمترات عندما تصبح البطانة ضعيفة أو تفقد قدرتها على إصلاح ذاتها مما يجعلها تتأذى بفعل العصارة الهضمية الحارقة.
● ما هي مسببات القرحة الهضمية؟
إليك أهم الأسباب التي من شأنها أن تؤدي إلى الإصابة بالقرحة الهضمية:
1. الإصابة ببكتيريا بيلوري الحلزونية..
تعيش جرثومة هيليكوباكتر بيلوري (Helicobacter pylori) ضمن عصارة المعدة وتقاوم بيئتها الحمضية القاسية من خلال إفراز إنزيم يوراز (Urease)، وتغزو بكتيريا بيلوري جدار المعدة المخاطي مما يزيد من حساسيته وتأثره سلباً بالعصارة الهضمية مما يؤدي بدوره إلى الإصابة بالتهاب فاعل ومزمن.
تتطور الإصابة من التهاب في جدار المعدة أو الاثني عشر، لتصبح تاكلا في أحدهما، أو قد تتطور إلى تقرحات من الممكن أن تنجم عنها مضاعفات شديدة إن لم يتم معالجتها.
2. استخدام مسكنات الألم التقليدية عدا عن الباراسيتامول وخاصة قبل الأكل..
تعد مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (Nonsteroidal anti-inflammatory drug) كالأسبرين، الإيبوبروفين والنابروكسين مسبب رئيسي للقرحة الهضمية.
وذلك لما لها خصائص تزيد من افراز العصارة الحمضية وتثبط اليات ترميم البطانة الهضمية بشكل غير مباشر مما يجعل جدار المعدة أو الإثني عشر أكثر حساسية وتأثرا بحمضية العصارة الهضمية.
3. متلازمة زولينجر-إليسون..
متلازمة زولينجر إليسون (Zollinger-Ellison syndrome) هي سرطان نادر الحدوث يؤدي إلى فرط في إفراز هرمون الجاسترين الحامضي، تتشابه أعراضها في أعراض القرحة الهضمية التقليدية إلا أنها لا تتجاوب مع العلاجات أو مثبطات الحموضة (Antacids).
4. العامل الوراثي..
هناك دراسات تفيد بأن العامل الوراثي يلعب دوراً في حدوث القرحة الهضمية خاصة ان كانت في عمر الطفولة.
5. التدخين..
لا يعد التدخين سبباً من أسباب القرحة الهضمية الا انه يعد من العوامل التي تزيد من شدة القرح وتبطئ من تعافيه وتزيد نسبة تكرر القرح بعد تعافيه.
● أعراض وعلامات القرحة الهضمية،تختلف أعراض القرحة الهضمية حسب موقع القرح فيما إذا كان في المعدة أو في الاثني عشر، وحسب عمر المريض، فقليلاً ما يشعر كبار السن بأي أعراض.
أما الأعراض والعلامات الرئيسية للقرحة الهضمية هي عبارة عن ألم، عادة ما يكون متمركز في منطقة الشرسوف (أعلى منتصف البطن -فوق مستوى السرة) (Epigastric)، تحت عظمة القص (Sternum)، ويكون اما على شكل حرقة أو شعور بالجوع.